Friday, August 25, 2006

 

عفراء

يَاْ دَاْرَ عَفْرَاْءَ !! إِنَّ الْقَلْبَ مُضْطَرِبُ وَ حُبُّ عَفْرَاْءَ - فِيْ أَعْمَاْقِهِ - لَهَبُ
كَأَنَّهُ فِيْ صَمِيْمِ الْجَوْفِ مُسْتَعِرٌ وَ أَهْلُ عَفْرَاْءَ - فِيْ أَفْرَاْنِهِ – حَطَبُ
هُمْ يَعْضُلُونَ فَتَاْةً جَاْءَ خَاْطِبُهَاْ وَ يُنْكِرُوْنَ الَّذِيْ جَاْءتْ بِهِ الْكُتُبُ
قَوْمٌ مِنَ الْبَحْرِ ، تُجَّاْرٌ بِضَاْعَتُهُمْ تَخْلُوْ مِنَ الدِّيْنِ إِنْ جَدُّواْ ؛ وَ إِنْ لَعِبُواْ
لاْ يَفْقَهُوْنَ ؛ كَأَنَّ الْفِقْهَ مُعْضِلَةٌ وَ الْفَهْمَ أُحْجِيَةٌ جَاْءَتْ بِهَا الْعَرَبُ
وَ يَرْكَعُوْنَ إِذَاْ مَاْ فِضَّةٌ لَمَعَتْ وَ يَسْجِدُوْنَ إِذَاْ مَاْ قُدِّمَ الذَّهَبُ
وَ يَجْهَلُوْنَ قُرُوْحاً قَطَّعَتْ كَبِدِيْ مِنْ حُبِّ عَفْرَاْءَ ؛ وَ الْعُذَّاْلُ تَحْتَرِبُ
خَوْدٌ - لَعَمْرُكَ - مَاْ شَاْهَدْتُ طَلْعَتَهَاْ إِلاَّ تَأَصَّلَ فِيْ دُنْيَا الْهَوَىْ نَسَبُ
بَيْنِيْ وَ بَيْنَ الَّتِيْ مَاْزِلْتُ أَعْشَقُهَاْ وَ أُكْبِرُ الْحُبَّ - مِنْهَاْ - حِيْنَ يُكْتَسَبُ
فَالْعَاْشِقُوْنَ تَلاْمِيْذٌ بِمَدْرَسَتِيْ مُذْ كَاْنَ لِلصَّبِّ فِيْ دُنْيَا الْهَوَىْ أَرَبُ
وَ لِيْ إِمَاْرَةُ أَهْلِ الْعِشْقِ فِيْ زَمَنٍ كَأَنَّ أَبَاْءهُ فِيْ عَهْدِنَاْ خَشَبُ
إِنْ حُكِّمُوْا ظَلَمُواْ ؛ أَوْ هُوْدِنُوْا رَكِبُوْا أَوْ فُوِّضُوْا حَرَمُوْا ؛ أَوْ جُوْدِلُواْ هَرَبُوْا
لِذَاْكَ أَشْقَىْ بِحُبٍ هَاْلَ مَنْ عَشِقُوْا وَ لِلْعَوَاْذِلِ فِيْ إِشْقَاْئِهِمْ طَرَبُ
صُمٌّ إِذَاْ نَوَّحَتْ فِي اللَّيْلِ نَاْئِحَةٌ وَ صَبَّتِ الدَّمْعَ فِيْ فِرْدَوْسِهِ السُّحُبُُ
بُكْمٌ عَنِ الْحَقِّ أَعْيَتْنِيْ رَطَاْنَتُهُمْ فَلاْ يُمَيَّزُ مِنْهَا الصِّدْقُ ؛ وَ الْكَذِبُ
عُمْيٌّ عَنِ الْغَاْدَةِ النَّجْلاْءِ إِنْ قُتِلَتْ وَ لِلْكَرَاْمَةِ ؛ وَ الْمَظْلُوْمِ مَاْ غَضِبُواْ
لاْ يَفْقَهُوْنَ ، فَهُمُ مِنْ صَخْرَةٍ جُبِلُواْ صَخْراً ؛ فَلَنْ تَنْفَعَ الأَشْعَاْرُ وَ الْخُطَبُ
فَكَيْفَ أَلْقَاْكِ يَاْ عَفْرَاْءُ !! يَاْ أَمَلِيْ؟ يَوْماً ؛ وَ تُرْفَعُ مِنْ دُنْيَا الْهَوَى الْحُجُبُ
بِمَخْدَعٍٍ مَاْ رَأَتْهُ الْعَاْذِلاْتُ ؛ وَ لاْ شَخْصٌ رَآهُ، بِهِ الأَمْثَاْلَ قَدْ ضَرَبُواْ
وَ تُغْرِقُ النَّفْسُ - فَيْ بَحْرِ الْهَوَىْ - ثَمِلاً مِنْ سَوْرَةِ الْعِشْقِ، وَ الْعُشَّاْقُ قَدْ كَذَبُواْ
لَكِنَّنِيْ صَاْدِقٌ فِيْ حُبِّ فَاْتِنَتِيْ فَالْحُبُّ يَبْقَىْ ؛ وَ إِنْ مَرَّتْ بِهِ الْحِقَبُ
وَ حُبُّ عَفْرَاْءَ دُوْنَ الْحُبِّ نَاْسَبَنِيْ مُذْ كَاْنَ لِلْحُبِّ - فِيْ دُنْيَا الْهَوَىْ – نَسَبُ
أَعِيْشُ فِيْ غُرْبَةِ الأَحْزَاْنِ إِنْ بَعُدَتْ وَ الشَّوْقُ يَكْبُرُ ؛ وَ الأَفْرَاْحُ تَغْتَرِبُ
فَحُبُّ عَفْرَاْءَ - دُوْنَ الْكَوْنِ - لِيْ وَطَنٌ وَ قَلْبُ عَفْرَاْءَ يَدْعُوْنِيْ ؛ فَأَقْتَرِبُ
لَقَدْ تَعَلَّقَ قَلْبِيْ فِيْ مَحَبَّتِهَاْ كَأَنَّهَا الشَّاْمُ ؛ أَوْ بَيْرُوْتُ ؛ أَوْ حَلَبُ
وَ رَوْعَةُ النَّرْجِسِ الشَّاْمِيِّ تَأْسُرُنِيْ - فَي الْمُقْلَتَيْنِ - لِذَاْكَ الْقَلْبُ
يَضْطَرِبُ فَكَمْ تَخَاْذَلَ قَلْبِيْ عَنْ مُقَاْوَمَةٍ فِيْ سَاْحَةِ الْعِشْقِ ؛ وَ اغْتَاْلَ الْحِجَى الشَّنَبُ
يَفْتَرُّ عَنْ أَرْوَعِ الْبِلَّوْرِ مَبْسَمُهَاْ كَأَنَّهُ بَرَدٌ جَاْدَتْ بِهِ السُّحُبُ
وَ الشَّعْرُ كَاللَّيْلِ - حَوْلَ الْوَجْهِ - مُنْسَدِلٌ وَ لِلإِنَاْرَةِ فِيْ ظَلْمَاْئِهِ شُهُبُ
يُنِيْرُهَاْ نُوْرُ عَفْرَاْءَ الَّتِيْ سَلَبَتْ قَلْبِيْ فَنَاْحَتْ عَلَيَّ الْوُلَّهُ السُّلُبُ
كَأَنَّهَا النَّجْمُ فِيْ لَيْلِ الْغَرِيْبِ إِذَاْ سَاْدَ الظَّلاْمُ ، وَ ضَاْعَ الْمَجْدُ ؛ وَ الْحَسَبُ
يَطُوْلُ لَيْلُ غَرَاْمِيْ كُلَّمَاْ بَعُدَتْ وَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ - فَوْراً - حِيْنَ تَقْتَرِبُ
وَ يَقْصُرُ الْوَقْتُ إِنْ كَاْنَتْ بِمَقْرُبَةٍ مِنِّيْ ؛ وَ نَاْرُ غَرَاْمِ الصَّبِّ تَلْتَهِبُ
إِذَاْ تَعَاْنَقَ مَفْتُوْنٌ ؛ وَ عَاْشِقَةٌ سَيَسْفَحُ الدَّمْعَ - مِنْ عَيْنَيْهِ - مُكْتَئِبُ
وَ يَبْدَأُ الرَّقْصَ - كَالْعُصْفُوْرِ فِيْ قَفَصٍ - قَلْبٌ مُحِبٌّ عَلَىْ عَفْرَاْئِهِ يَجِبُ
تُقَلِّبُ الْقَلْبَ إِنْ غَاْبَتْ ؛ وَ إِنْ حَضَرَتْ أُمُّ الْغَرَاْمِ ؛ فَإِنِّيْ لِلْغَرَاْمِ أَبُ
أُعِيْذُ عَفْرَاْءَ مِنْ حِقْدٍ ؛ وَ مِنْ حَسَدٍ إِذَاْ تَحَكَّمَ فِيْ تَزْوِيْجِهَا الذَّنَبُ
وَ قَاْوَمَ الْحُبَّ مَأْفُوْنٌ ؛ وَ عَاْذِلَةٌ وَ كُلُّهُمْ - مُسْرَجَ الأَحْقَاْدِ - قَدْ رَكِبُواْ
فَأَزْعَجُوْهَاْ ؛ وَ مَاْ رَاْعُواْ أُنُوْثَتَهَاْ وَ خَلَّفُوْهَاْ عَلَى الأَحْبَاْبِ تَنْتَحِبُ
وَ أَعْلَنُوا الْحَرْبَ عُدْوَاْناً ؛ فَمَا انْتَصَرُواْ وَ هُيِّئَتْ لِلسِّهَاْمِ الْقَوْسُ ؛ وَ الْجُعَبُ
وَ حَاْصَرُوْهَاْ ؛ وَ صَبُّواْ حِقْدَهُمْ حِمَماً فَسَيْطَرَ الْبُؤْسُ ؛ وَ التَّهْرِيْجُ ؛ وَ الْكَرَبُ
وَ ضَاْعَ حُبٌّ فَرِيْدٌ فِيْ خَصَاْئِصِهِ قَوَاْمُهُ الصِّدْقُ ؛ وَ الإِخْلاْصُ ، وَ الأَدَبُ

Comments: Post a Comment

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?